خليج الملاك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خليج الملاك

منتدى شامل ومتكامل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مشاكلنا..!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
القطب الشمالي
نائب المدير
نائب المدير
القطب الشمالي


ذكر
عدد الرسائل : 156
العمر : 47
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : مضبوط
الأوسمة : مشاكلنا..! 1187177599
صور الاعلام : مشاكلنا..! D0dfd110
تاريخ التسجيل : 10/09/2008

مشاكلنا..! Empty
مُساهمةموضوع: مشاكلنا..!   مشاكلنا..! Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 12, 2008 8:25 am

جرى هذا الحوار بين إثنين من الاصدقاء:

جلس الأول يشكو إلى الثاني - في ليلة مقمرة - من حال ابنه الذي ناهز العشرين عاماً..

قال : لست أدري ماذا أفعل معه.. لقد احترت في أمره..!

الثاني: ماذا تقصد؟ هل تشكو من انحراف ابنك بصورة من الصور؟ هل هو لا يصلي؟ هل لا يذاكر جيداً؟ هل يعق والديه؟ .. هل لا يغض بصره؟.. أين المشكلة بالضبط.؟

تفأجأ الثاني من رد الأول وهو يقول ـ بانفعال شديد ـ على العكس من ذلك تماماً يا أخي.. أنا أشكو أن ابني شديد الالتزام بتعاليم الدين.. كل صغيرة وكبيرة يبحث أهي حلال أم حرام.. يصلي كل الصلوات في المسجد.. ويشغل وقته بالقراءة في كتب كبيرة ومراجع ضخمة.. وطوال النهار والليل يتكلم عن فلسطين والعراق والسودان ولبنان و.... ونصحته ـ والكلام للأول لمن يشكو للثاني ـ أن يقلع عن هذه الأمور ويعيش حياة الشباب..!! فلا مانع أن تصلي وتصوم لكن أريدك أن تلعب وتلهو مثل بقية شباب الجيل...!

انصحني يا أخي ـ والكلام ما زال للأول ـ ماذا أفعل معه؟

أخذ الثاني نفساً عميقاً ، وقال له بعد لحظات من التفكير: نصيحتي إليك أن تجلس إلى ابنك وتتعلم منه !!.. فكم من الآباء يحتاجون إلى توجيه.. وكم من الأبناء حوت عقولهم الشابة حكمة ما استطاع آباؤهم أن يحصولها على مدار الأعوام..!

ازداد انفعال الأول ولم يفهم ما يقول الثاني له.. وقال: يا صديقي ، ابني هذا ما زال شاب.. عمره عشرون سنة فقط ..!!

فبالله عليكم ماذا تعني كلمة الشباب في الاسلام ، وماهي مشاكلنا..؟

القطب (الشاب) الشمـــــــــــــــــــــــــالي..


27
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القطب الشمالي
نائب المدير
نائب المدير
القطب الشمالي


ذكر
عدد الرسائل : 156
العمر : 47
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : مضبوط
الأوسمة : مشاكلنا..! 1187177599
صور الاعلام : مشاكلنا..! D0dfd110
تاريخ التسجيل : 10/09/2008

مشاكلنا..! Empty
مُساهمةموضوع: ما الذي يحصل بالضبط..!   مشاكلنا..! Icon_minitimeالخميس نوفمبر 13, 2008 9:48 am

في كلية من الكليات باحدى جامعاتنا العربية ، أقيمت ندوة ذات طابع معين وفيها طُلب من كل شاب أن يسجل في ورقة أهم مشكلة تواجهه في حياته ، والتي لو حُلت لصار إنساناً سعيداً راضياً، واستجاب الشباب الحضور وسجلوا مشكلاتهم.. وبدأ استعراض ما يجول في خاطر الشباب حول أخطر وأهم قضاياهم.. وتم جمع المشكلات المتشابهة، وتم أيضاً تصنيفها حسب الموضوع فكانت مفاجأة بالنسبة للجميع..!

لقد خلت قائمة المشكلات التي تواجه الشباب تقريباً من المشكلات التي كان يتوقعها الجميع.. وإذا بالشباب الحضور فعلاً في واد ، والبقية في وادٍ آخر.. واحتار المسؤلون في أمرهم ، هل يكلمونهم في المشكلات التي يهتمون بها ، أم في المشكلات التي ينبغي – في رأيي - أن يهتموا بها.. وإليكم استعراض لما ذكروه عن أحوالهم.. وكانت مشكلاتهم كالآتي:


ـ الخوف من البطالة بعد التخرج..

ـ الرغبة في الزواج مع استحالته في هذا التوقيت لضعف الإمكانيات..

ـ الاختلاط بين الشباب والشابات وما ينتج عنه من تحريك لشهوتهم بصورة تكاد تكون دائمة..

ـ عدم غض البصر..

ـ صعوبة المناهج الدراسية والإحساس بأنها عديمة الفائدة..

ـ العادة السرية..!

ـ الفقر وقلة ذات اليد..

ـ الحب من طرف واحد..!

ـ انتشار المخدرات..

ـ التدخين..

ـ وأحدهم كانت مشكلته أنه يريد أن يشتري تليفون محمول وأبوه يرفض ذلك..!!


كانت هذه معظم المشكلات التي ذكرها شباب هذه الكلية في تلك الجامعة العربية ، وهم – ولا شك - يمثلون شريحة من شباب تلك الدولة العربية .. بل ومن شباب العالم الإسلامي بصفة عامة.. بل إن هذه الشريحة قد اختيرت من الصفوة في شباب الأمة.. فهم طلاب جامعيون مثقفون دارسون ، بل وعندهم حرص ظاهر على حضور ندوة ذات طابع إسلامي.. فهذه شريحة مرموقة من شرائح شباب المسلمين..

ومع كون هذه الشريحة على هذه الصورة المتميزة إلا أن المشكلات التي ذكروها جاءت على خلاف ما كنا نتمنى.. ليس لأنها ليست مشكلات حقيقية ، ولكن لأنها مشكلات احتلت أولوية واضحة في حياة الشباب ، بينما غابت مشكلات أخرى هي أخطر بكثير ـ في ظني ـ من هذه المشكلات..

فعلى سبيل المثال خلت قائمة مشكلات الشباب من الآتي:.


ـ مشكلة عدم تطبيق شرع الله عز وجل في غالب الأقطار الإسلامية ، والاعتماد على قوانين وتشريعات بشرية بحتة ، والإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم..

ـ مشكلة احتلال كثير من الأقطار الإسلامية، واستخدام أعتي أساليب القهر والبطش والتعذيب والقتل في هذه البلاد المحتلة، وعلى رأسها فلسطين والعراق وكشمير الشيشان وأفغانستان..

ـ مشكلة الهجوم الإعلامي الشرس على الإسلام ، والسب العلني لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة والعلماء على صفحات الجرائد والمجلات والإذاعات المرئية والمسموعة والإنترنت وغيره..

ـ مشكلة الديون المتراكمة على غالب دول العالم الإسلامي ومدى تأثير أزمة الاقتصاد الحالية ، وبصورة يكاد يكون الخروج منها مستحيلاً..

ـ مشكلة الفساد الإداري وعدم الشفافية والسرقات والرشاوى والاختلاس والتزوير، مما وضع العالم الإسلامي في ذيل قائمة الدول الشريفة في الأرض، حيث لم تحصل فيه إلا دولة واحدة فقط على أكثر من خمسة من عشرة في قضايا الأخلاق الإدارية والشفافية، وهي دولة ماليزيا (تصوروا حصلت على 5.3 من 10 ، بينما حصلت تونس على 5 من 10) ، ثم بعد ذلك رسبت كل دول العالم الإسلامي قاطبة في قضايا الأخلاق والأمانة..!!

(مع العلم أن إسرائيل حصلت على 6.8 من 10 في قضية الأخلاق والشفافية وعدم التزوير)..!

ـ مشكلة التخلف العلمي والإنفاق الضئيل على قضايا التقنية والابتكار والتطوير، فأكبر دولة عربية تنفق على الابتكارات العلمية ما لا يزيد عن 0.6 % من الدخل القومي، بينما تنفق إسرائيل 2.4 % من دخلها القومي على العلوم وتطويرها..

ـ مشكلة عدم وصول الإسلام إلى مناطق شاسعة من الأرض، ووجود أجيال كاملة من البشر لا يسمعون أصلاً عن الإسلام، أو يسمعون عنه كل تشويه وتزوير، مع أن المفروض على أمة الإسلام أن تصل بالخير الذي عندها إلى كل إنسان على وجه الأرض..


ثم وقفة وتساؤل!

ما الفارق الرئيسي بين المشكلات التي ظهرت في استطلاع الشباب ، وبين المشكلات التي ذكرتها منذ قليل ولم تظهر في هذا الاستطلاع.؟!

إن المحلل لهذا التباين يجد أن هذا الفارق في الأساس هو أن مشكلات الشباب التي تشغلهم هي مشكلات فردية شخصية في المقام الأول، بينما المشكلات الأخرى هي مشكلات عامة تهم الأمة الإسلامية ككل..

ومن ثم نلحظ أن هذه الشريحة من شباب الأمة أوضحت لنا أمراً خطيراً جداً، وهو غياب شعور الانتماء للأمة الإسلامية عند الشباب ، ولم يعد الانتماء عندهم إلا للذات فقط.. وهذه علامة تنذر بخطر شديد على أمتنا ، لأن حل هذه المشاكل الضخمة التي تعصف بالأمة تحتاج إلى جهود ضخمة ، وتضحيات هائلة، فإذا كانت القضية قد خرجت أصلاً من أذهان الشباب، فالأمر يحتاج إلى وقفة جادة ، وإلى اهتمام كبير..!

والسؤال: لماذا لا يهتم الشباب المسلم بالقضايا الكبرى لأمته؟!

في انتظاركم..


القطب الشمـــــــــــــــــــــــالي..


27
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنات افكاري
نائب المدير
نائب المدير



انثى
عدد الرسائل : 454
العمر : 43
العمل/الترفيه : موظفة
الأوسمة : مشاكلنا..! 78c57f10
تاريخ التسجيل : 02/07/2008

مشاكلنا..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشاكلنا..!   مشاكلنا..! Icon_minitimeالخميس نوفمبر 13, 2008 8:45 pm


مساء الخير والإحساس والطيبة ...مساء المناقشات الجــــــــادة والحــــــــادة .
_____________________________________________

حقيقة لا أعلم كيف ومن أين أبدأ فالحديث طويل جداً ومتشعب وحساس ويؤلم

وتســــــــــلم ليـــــــــــد اللي طـــــــــرحت الموضوع الهام والراقي برق صاحبة .

أقول وبالله التوفيق شبابنا في العصر الحاضر على عدة أحوال

1- حال طاغي في دنيته ولايعلم ولايفكر إلا في نزهته وشهوته والا يريد أن يؤلم رأسه بقضايا تكدر وناسته وصياعته لايعرف مسؤلية نفسه هو عالة على أهله ووطنه ودينة صلاته ما يدري عنها كيف لشاب كهذا أن يفكر في أحوال وقضايا الأمة طبعاً هذا الشاب لم يربيه أهله على المسؤلية وعلى الإحساس بالآخرين وكيف له أن يحس أو حتى يفكر وهوعايش في دنيا اللهو واللغو والترف .

2- ومنهم من عايش على قد حاله أو يوم يجد قوته ويوم ينام جائع فكيف يفكر في غيره وهو مشغول بحاله ونفسه وكيف سيعيش غداً ويدبر مصاريف الجامعة والبيت والبحوث وغيرها من المصاريف والمشاكل .

3- الحال الوسط وهؤلاء منهم من يقرأ ويتثقف ويشعر بمرارة وأحوال المسلمين والمستضعفين في أقطار العالم الإسلامي ، ولكن مافي اليد حيلة غير تصفيق اليد باليد والحسرة ، ومنهم من يخاف من المشاكل فيفظل الصمت على التفاعل والحديث .

ومن هؤلاء الفيئات من تأثر بأحوال العالم الإسلامي إلى درجة التشدد والتنطع وذهب وهولايملك من العلم شئ لايملك غير لحيته وتقصير ثوبه وتلقفته أيدي سيئة خبيثة وسممت عقله بأفكار بعيدة عن ديننا الحنيف

فذهب يقتل في أهله والمسلمين وجر على نفسه واهله وأمته الويلات ويحسب أنه على شئ وهوعلى جهل وظلالة .

والآخر كانت نهايته بحقنة مخدر أو في سيارة من شدة السرعة والتفحيط .

إذن الأسباب عديدة ومختلفة .

الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل : حتى نشعر ببعضنا البعض وبالتالي بالمجتمع ثم الأمة الإسلامية يجب علينا تربية أبنائنا تربية معتدلة والإهتمام بالناحية النفسية والعاطفية منذ الصغر لذلك نجد الإسلام شرع لنا أحكام وآداب كثيرة جداً من نتائجها الشعور بالآخرين ومساعدتهم مثل الصيام والزكاة والوصية بالجار والحث على الصدقة ، والصلاة ، والمحبة في الله وغيرها من العبادات والتشريعات . وبما أن المسلمين وأبنائهم إبتعدواعن الدين الوسط وضعف الإيمان وتغيرت المفاهيم مع تطور الزمن وكثرت المعاصي والفتن فاشتغلت الناس بأنفسها وطغت الآنا وحب الذات والتملك والخلود ومن كثرة الإعتياد على رؤية المناظر والمشاهد للناس وهم يذبحون أو يموتون من الجوع والفقر تبلدت الأحاسيس هذه نقطة سلبية في الإعلام المرئي لأنها تجعل الناس يعتادون على رؤيت مناظر بشعة وخاصة الاطفال وهذا سلاح يستخدمه الأعداء لتبليد قلوب الناس . شعور الشباب بالهزيمة وعقدة التفوق الغربي جعاهم يسلمون بأن حتى مجرد المحاولة لفعل شئ جيد للأمة الإسلامية فاشل قبل أن يبدأ .

ذوبان الشباب في الثقافات الأخرى جعلتهم لايهتمون كثيراً بالوطن الذي يعيشون فيه .

أحياناً تكون معظم الأسباب السياسية منشأها داخلي فيرون بأنه من المغامرة الدخول في قضايا داخلية بين المسلمين بل بين أبناء البلد الواحد , فإذا كانوا هم لم يشعروا بأبنائهم وشعبهم فمن سيشعر بهم .

وعلى العموم هذه الأمور في الوقت الحاضر تحتاج إلى الكثير من الدراسة والروية فلم نعد نعلم من المجاهد ومن الظالم من على الحق ومن على الباطل أختلط الحابل بالنابل ، الداخل مفقود والخارج مولود .
----------------------------------------------------------------
وشكراً على الموضوع الجميـــــــــــــل ،ونســـــــــأل الله أن يصــــــــلح أحـــــــــوال المسلمين في كل مكان إنه سميع مجيب الدعوات .
27
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القطب الشمالي
نائب المدير
نائب المدير
القطب الشمالي


ذكر
عدد الرسائل : 156
العمر : 47
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : مضبوط
الأوسمة : مشاكلنا..! 1187177599
صور الاعلام : مشاكلنا..! D0dfd110
تاريخ التسجيل : 10/09/2008

مشاكلنا..! Empty
مُساهمةموضوع: الشباب الحقيقي..   مشاكلنا..! Icon_minitimeالأحد نوفمبر 16, 2008 9:14 am

كلام أكثر من رائع للبارعة (بنات) ، ولن أقول بأنني أعارضكِ في هذه النقطة أو أنا لا أوافقكِ في هذه المسألة ، بل وبدون التوغل كثيراً في تشعبات سياسية وطائفية لا لسبب ولكن لنؤجلها مؤقتاً ، وسأضيف على ما قلت وذكرتِ بأننا في حاجة لإعادة النظر في التفكير أولاً ، ومن الممكن أن يكون ما هو أتٍ ، يتطلب موضوعاً متفرداً لوحده ونسميه (الشباب ...والإسلام)..

ولكننا سنكمل ما بدأناه معاً إن شاء الله..

فما أعظم مكانة الشباب في الإسلام، والمتابع لأحداث التاريخ الإسلامي يجد أن معظم حركات التغيير في تاريخ الأمة كانت على يد الشباب، وليس هذا من قبيل المصادفة، بل هي سنة متداولة، وحدث متكرر..

وراجعوا معي التاريخ الإسلامي..

عندما نزل الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى من توجه برسالته؟

من هم الذين حملهم تبعة هذا الدين؟

من هم الذين ائتمنهم على حمل الإسلام؟

من هم الذين اعتمد عليهم في تغيير نظام الحياة في مكة كُليةً.. بل في تغيير نظام الحياة في الأرض بكاملها، وليس في زمانه فقط بل وإلى يوم القيامة؟

من هم السابقون السابقون؟

من هم أفضل أجيال الأرض، والذين وصفهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله الذي رواه البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ..!

من هم الذين سيواجهون جبابرة وطغاة مكة، وطواغيت الجزيرة العربية ، ثم سيدكون بعد ذلك حصون وقلاع فارس والروم ، ويزلزلون عروش كسرى وقيصر؟

من هم الذين سيسبحون ضد التيار في كل هذه البحار المشركة؟

هنا سنحتاج إلى وقفة..

وقفة مع أمثال حقيقة ، وصور نيّرة ومشرقة ، للشباب الحقيقي ، ومن بعد ذلك نقارن ، ونصل إلى نتيجة بإذن الله..

***********************************************

الزبير بن العوام رضي الله عنه:


حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفارس الإسلام ، والبطل المغوار ، والدعامة الثابتة للدعوة الإسلامية..

كم كان يبلغ من العمر وقت إسلامه؟

إنه كان في الخامسة عشرة من عمره..!

أي أنه لو كان في زماننا لكان في الصف الثالث الإعدادي أو الأول الثانوي على الأكثر..

وأنظروا معي إلى شبابنا في الإعدادية..!

هل طالب الإعدادية الآن يفكر ويحلم ويتمنى ويعمل كما كان الزبير بن العوام رضي الله عنه يفكر ويحلم ويتمنى ويعمل؟

لابد أن هناك خلل..

ولابد من وقفة للحساب والمراجعة..

لماذا يخلو ذهن طالب الإعدادي أو الثانوي أو حتى الجامعة اليوم من كل ما هو مفيد ، ولا يبقى في ذهنه إلا بعض الأفلام الساقطة ، والأغنيات الهابطة ، والألعاب السخيفة؟ لماذا يبقى الشاب ساعات وساعات أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة المسلسلات (المُدبلجة) وألعاب الفيديو ، ويبقى الساعات والساعات في صالات البلياردو والجتوني والسنوكر - أقول بالساعات الطوال - ولا يصرف من وقته ساعة لدين أو لعلم أو لفكر أو لرحم أو لدعوة أو لغاية نبيلة ، أو مهمة جليلة؟

لابد من وقفة..!

وهذا مثال واحد فقط والأمثلة عديدة ، وسنكملها في المرة القادمة..

معي أنا..القطب الشمـــــــــــــــــــالي..


27
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القطب الشمالي
نائب المدير
نائب المدير
القطب الشمالي


ذكر
عدد الرسائل : 156
العمر : 47
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : مضبوط
الأوسمة : مشاكلنا..! 1187177599
صور الاعلام : مشاكلنا..! D0dfd110
تاريخ التسجيل : 10/09/2008

مشاكلنا..! Empty
مُساهمةموضوع: المزيد عن...الشباب المسلم..!   مشاكلنا..! Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 17, 2008 10:06 am

طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه:

أحد الدعامات الرئيسية لجماعة الإسلام الناشئة في مكة، وأحد كبار الدعاة إلى الله، وأحد الفرسان المشهود لهم بالكفاءة والمهارة والشجاعة والإقدام، وأحد أعلام الإنفاق في سبيل الله، والذي أطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب طلحة الخير..

هذا الصحابي الجليل العظيم كان عند إسلامه في السادسة عشر من عمره..!!

سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

الصحابي العملاق.. أول من أراق دماً في الإسلام، والوحيد الذي فداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبيه وأمه، حيث قال له يوم أحد:
ارم سعد، فداك أبي وأمي، وذلك فيما رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه..

سعد بن أبي وقاص المجاب الدعوة، والميمون النقيبة، والعظيم الأثر..

كم كان عمره عند إسلامه؟

لقد كان في السابعة عشرة من عمره..!!

الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي رضي الله عنه:

الرجل الذي يحمل اسمه ذكريات عظيمة هائلة لكل مسلم، فهو الذي استضاف الدعوة الإسلامية في بيته ـ على خطورة هذا الأمر ـ ثلاثة عشر عاماً كاملة في مكة، مع الأخذ في الاعتبار أنه من بني مخزوم، وهي القبيلة التي تتنازع لواء الشرف مع بني هاشم، وهو يستضيف الرسول الهاشمي في بيته، ولا شك أن ذلك سيسبب له حرجاً بالغاً مع زعماء قبيلته وأقاربه، ولا ننسى أن زعيم قبيلة بني مخزوم هو أبو جهل شخصياً، وهو أعتي عتاة الإجرام والبطش في مكة، وهو فرعون هذه الأمة، ولو أدرك أن واحداً من قبيلته يستقبل في بيته الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لكانت الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى، ومع كل ذلك فقد قبل الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه بهذه المخاطرة، وضحى بنفسه هذه التضحية البالغة من أجل الإسلام..

كم كان يبلغ من العمر هذا البطل العظيم عند إسلامه؟!

لقد كان في السادسة عشرة من عمره..!!

هل هذا معقول؟!

نحن عندما نقرأ هذه الأسماء الخالدة.. الزبير وطلحة وسعد والأرقم رضي الله عنهم أجمعين، نعتقد أننا نتعامل مع رجال كبار جداً.. والواقع أننا فعلاً نتعامل مع رجال كبار جداً، ولكن ليسوا كباراً في السن، وإنما هم كبار في المقام وفي العقل وفي الجهد وفي الإيمان وفي العمل وفي الأخلاق.. هؤلاء الشباب كانوا رجالاً كباراً بمعنى الكلمة، وهم في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة أو السابعة عشرة من أعمارهم..

ومازالت الأمثلة مستمرة..

القطب الشمــــــــــــــــــــــالي..


27
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القطب الشمالي
نائب المدير
نائب المدير
القطب الشمالي


ذكر
عدد الرسائل : 156
العمر : 47
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : مضبوط
الأوسمة : مشاكلنا..! 1187177599
صور الاعلام : مشاكلنا..! D0dfd110
تاريخ التسجيل : 10/09/2008

مشاكلنا..! Empty
مُساهمةموضوع: ولا أروع..!   مشاكلنا..! Icon_minitimeالخميس نوفمبر 20, 2008 10:36 am

زيد بن ثابت رضي الله عنه:
ترى ما هي أحلام هذا الطفل العظيم الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، وكان لم يبلغ الحلم بعد، وكان صغير البدن، قليل البنية؟
لكن ـ سبحان الله ـ مع صغر سنه، وصغر بدنه إلا أنه كان مشغولاً بأمته الإسلامية انشغالاً تاماً.. لقد سمع الطفل زيد أن جيش المسلمين يستعد للخروج إلى بدر للقاء المشركين، فتحركت الحمية لهذا الدين في قلبه الصغير الحجم، الكبير القدر، فحمل سيفه، وكان السيف أطول منه!! وذهب لينضم إلى جيش المسلمين!!
هذا الطفل الصغير ـ غير المكلف ـ كان يسعى بصدق إلى الجهاد!.. لقد استوعب عقله قضية الجهاد في سبيل الله، ولقاء الأعداء، ونصرة دين الله، وتحمل الآلام والجراح والمشقة في سبيل رفعة هذه الأمة وسيادتها..
ولكن الطفل الصغير الطموح فوجئ مفاجأة قاسية عند ذهابه لمكان تجمع الجيش، فقد استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره من المجاهدين، فوجد أنه صغير في السن والجسم فخاف عليه الهلكة، فرده ولم يقبله في الجيش..

وكانت هذه مأساة حقيقية لزيد بن ثابت رضي الله عنه!!

لقد عاد إلى أمه النوار بنت مالك رضي الله عنها وهو يبكي من شدة الحزن..

ووقفة مع الحدث..

لقد كان الالتحاق بجيش المسلمين أمنية ومطمحاً عند زيد بن ثابت وعند أطفال وشباب المسلمين رضي الله عنهم أجمعين.. لأن غاية الجيش كانت واضحة، ومهمته نبيلة، والتعامل فيه بين القائد والجنود على أساس التقوى والإسلام..
أما عندما فُرغت الجيوش من قيمتها، وضُيعت أهدافها، واضمحلت غاياتها، وساءت فيها معاملة القواد لجنودهم، فإن الحال تغير أقصى درجات التغيير، حتى رأينا شباب اليوم ـ وهو معذور ـ يقيم الأفراح، ويتلقى التهنئة، إذا أفلح في أخذ الإعفاء من الجيش، ولو عن طريق الكذب أو الوساطة أو الرشوة أو غير ذلك من الأمور غير المشروعة، بل قد لا يستنكر الشاب أن يذكر أمام القاصي والداني أنه قريب الضابط فلان أو الوزير فلان، وأنه قد توسط له ليُعفى من الجهاد والجندية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!!

ونعود إلى الطفل العملاق زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقد عاد إلى أمه يبكي ويقول: لقد منعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجهاد..

لكن الأم العاقلة المربية الفاهمة لدينها المدركة لمواهب ابنها، قالت له: لا تحزن، تستطيع أن تخدم الإسلام بصورة أخرى، إن لم يكن بالجهاد بالسيف، فليكن بالجهاد باللسان والقلم..!!

لقد لفتت الأم الداعية النوار بنت مالك رضي الله عنها نظر ابنها ـ كما لفتت أنظارنا ـ إلى أن مجالات العمل لله واسعة ومتشعبة، وأن إمكانيات البشر مختلفة ومتفاوتة، وأن الذي لا يستطيع أن يؤدي في مجال يستطيع أن يبدع في مجال آخر.. وكل ميسر لما خلق له..

قالت الأم الذكية لابنها المتحمس: أنت تتقن القراءة والكتابة - وهذا نادر في ذلك الزمن ـ وأنت تحفظ كثيراً من سور القرآن الكريم حفظاً جيداً، فلنذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنرى كيف يمكن أن نوظف هذه الطاقات لخدمة الإسلام والمسلمين..

يالروعة التفكير، وصدق الاجتهاد، وعمق النظرة..!!

وذهبوا بالفعل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع بعض الرجال من قبيلتهم، وهم جميعاً يرجون من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يقبل زيد بن ثابت رضي الله عنه في عمل يخدم الإسلام والمسلمين..

قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم):
يا نبي الله، هذا ابننا زيد بن ثابت يحفظ سبع عشرة سورة من كتاب الله، ويتلوها صحيحة كما أنزلت على قلبك، وهو فوق ذلك حاذق يجيد الكتابة والقراءة، وهو يريد أن يتقرب بذلك إليك، وأن يلزمك، فاسمع منه إن شئت..

فاستمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى زيد رضي الله عنه، واكتشف مهارته وقدرته على الحفظ، وقدر قيمة المهارة التي يتقنها زيد رضي الله عنه فوق الحفظ وهي مهارة الكتابة والقراءة، ولم يستصغر سنه، أو يقلل من شأنه، بل طلب منه طلباً لا يطلب الآن إلا ممن أمضى مشواراً طويلاً في العلم والتعليم والدراسات.. لقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا زيد، تعلم لي كتابة اليهود، فإني لا آمنهم على ما أقول.

لقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن ثابت رضي الله عنه بتعلم لغة أجنبية هامة في ذلك الوقت، ولأغراض سياسية هامة قد تؤثر تماماً على سير العلاقات الدبلوماسية والحربية بين أمة الإسلام واليهود.. هذا مع كون زيد بن ثابت رضي الله عنه في الثالثة عشرة من عمره.!

وقد صدق حدس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن زيداً رضي الله عنه أكب على دراسة اللغة العبرية فأتقنها في وقت يسير جداً، وصار يتكلمها ويكتبها كأهلها، ثم أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب منه أن يتعلم أيضاً اللغة السريانية، وكانت من اللغات الدارجة في ذلك الزمن، فتعلمها زيد رضي الله عنه، وصار بذلك ترجمان الدولة الإسلامية، والشريك الدائم في أي مفاوضات أو مراسلات بين القبائل الأجنبية والدولة الإسلامية..

كل هذا وهو في الثالثة عشرة من عمره!!

هل رأيتم إمكانيات الشباب؟!

ثم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - اطمأن إلى إتقانه أكثر وأكثر، فأمنه على ما هو أخطر من المراسلات والعلاقات الدبلوماسية، لقد أمنه صلى الله عليه وسلم على وحي السماء، فطلب منه أن يكتب القرآن، فكان إذا نزلت عليه مجموعة من الآيات طلب زيداً رضي الله عنه، وقال له: يا زيد، اكتب، فيكتب زيد رضي الله عنه، فصار بذلك من كتبة الوحي..

ومرت الأيام، ومات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشعر المسلمون بالمأزق الخطير الذي قد يتعرضون له إذا فقدوا آية أو آيات من القرآن الكريم، فالقرآن الكريم لم يكن مجموعاً في كتاب واحد أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُخشى على الأجيال القادمة أن تفقد جزءاً من القرآن، أو على الأقل تفقد ترتيبه، وهنا أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن في كتاب واحد، وبعد مناقشات ومحاورات قبل أبو بكر الصديق رضي الله عنه الفكرة، ولكن تبقى مشكلة خطيرة، فعلى أكتاف من ستلقى هذه التبعة الضخمة، ولم يجد أبو بكر الصديق رضي الله عنه أفضل من زيد بن ثابت رضي الله عنه ليقوم بهذه المهمة الخطيرة جداً، فهو إلى جانب كونه يتقن القراءة والكتابة، فهو كان من كتبة الوحي، ويعلم دقائقه، ومتى نزلت الآيات، وكيف نزلت، ولأي سبب نزلت، وترتيب نزولها، وكيفية جمعها مع الآيات السابقة واللاحقة..

وهكذا كلف زيد بن ثابت بهذه المهمة الشاقة جداً، مع كونه وقت جمع القرآن كان في الحادية والعشرين أو الثانية والعشرين فقط من عمره، أي أنه لو كان في زماننا فإنه لن يكون قد انتهى بعد من دراسته الجامعية، ومع ذلك فقد وضعت على أكتافه مهمة لا توضع إلا على أكتاف الأساتذة والمعلمين البارعين المتميزين، وهذا في وجود العدد الضخم من شيوخ الصحابة والسابقين إلى الإسلام.. ولكنه قُدم عليهم جميعاً بكفاءته ومهارته وقدراته الهائلة مع كونه شاباً صغيراً..

يقول زيد بن ثابت رضي الله عنه:..

والله، لو كلفوني نقل جبل من مكانه، لكان أهون عليّ مما أمروني به من جمع القرآن
ومع ذلك نجح الشاب الصغير زيد بن ثابت رضي الله عنه في المهمة الجليلة التي تحتاج جيلاً كاملاً من العلماء..

وحقاً.. ما أعظم إمكانيات الشباب..!!

ولا يزال هناك المزيد من أمثال هؤلاء..

القطب الشمـــــــــــــــــــالي..


27
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القطب الشمالي
نائب المدير
نائب المدير
القطب الشمالي


ذكر
عدد الرسائل : 156
العمر : 47
العمل/الترفيه : مهندس
المزاج : مضبوط
الأوسمة : مشاكلنا..! 1187177599
صور الاعلام : مشاكلنا..! D0dfd110
تاريخ التسجيل : 10/09/2008

مشاكلنا..! Empty
مُساهمةموضوع: قصص وعِبر..!   مشاكلنا..! Icon_minitimeالأحد نوفمبر 30, 2008 7:29 pm

معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما، ومعوذ بن عفراء رضي الله عنهما:

وهذا الشابان الصغيران جداً كان لهما من الأثر ما لا يتخيله أحد أو يستوعبه، فالأول في الرابعة عشرة من عمره والثاني في الثالثة عشرة من عمره، ومع ذلك فهما يسارعان بالانضمام إلى جيش المسلمين المتجه إلى بدر، وعلى عكس زيد بن ثابت رضي الله عنه فإنه كان يبدو عليهما كبر السن نسبياً، وقوة الجسد مما جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلهما في الجيش المقاتل..

ومع كونهما في هذه السن الصغيرة لكن سبحان الله كان طموحهما أكبر بكثير من طموح كثير من الرجال أو الشيوخ..

وأترك عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كما جاء في البخاري يصور لنا موقفاً عجيباً لهذين الشابين العملاقين حقاً..!

يقول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه :
إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت، فإذا على يمني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهم..

وهما معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما، ومعوذ بن عفراء رضي الله عنهما..

فعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يتعجب من وجود هذين الغلامين الصغيرين في معركة خطيرة كبدر، ولم يشعر بالأمان لأنه لو هجم عليه أحد المشركين فلن يجد ـ في اعتقاده ـ مساندة أو مساعدة ممن حوله لصغر عمرهما..

ثم يكمل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فيقول متعجباً:

إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم أرني أبا جهل.

وكان هذا الذي تكلم هو معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما، وهو من الأنصار، فلم يكن قد رأى أبا جهل قبل ذلك، ولفت نظر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه هذا السؤال عن قائد جيش المشركين، وجبار مكة، وفرعون هذه الأمة، فسأل الغلام الحدث: يا ابن أخي، فما تصنع به؟

فرد الغلام الصغير رداً أذهل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه..

قال معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما: أُخبِرتُ أنه يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا..!

يا الله..!

كم هو خالد هذا الموقف..!

الغلام الصغير الذي يعيش في المدينة المنورة، سمع أن رجلاً يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة على بعد حوالي خمسمائة كيلومتر من بلده، فتحركت الحمية في قلبه، والغيرة على حبيبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرر أن يفعل شيئاً يدافع به عن معتقداته ومقدساته، وجاءت الفرصة في بدر عندما جاء الله عز وجل بأبي جهل إلى بدر، ليسهل على الغلام الصغير أن يلتقي بأبي جهل.. فقرر أن يقتله بنفسه!!

إنه أقسم قسماً مغلظاً إنه لو رأى أبو جهل فلن يتركه حتى يموت واحد منهما..!

إنه لم يجعل حلمه أن يشارك فقط في بدر، ويقوم بمهمة التمثيل المشرف وكفى..!

ولم يكتف بأن يحلم بقتل أحد المشركين وكفى..!

ولكن جعل حلم مستقبله، وقضية حياته، وهدف عمره أن يقتل هذا الطاغية، وإن كان الثمن أن يموت هو في سبيل الله..!

يا سبحان الله..!

كان من الممكن ببساطة ـ ولن يلومه أحد ـ لو قال في نفسه أقاتل رجلاً بسيطاً عادياً من المشركين، وأترك مهمة قتل هذا الزعيم الكبير لأحد صناديد الجيش الإسلامي، أو أحد الفرسان المشهود لهم بالكفاءة في القتال.. لكن سبحان الله، كانت همته كالقمم الشامخة..

ولم يكن هذا موقفاً عادياً.. بل كان موقفاً عجيباً حقاً.. حتى إن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: فتعجبت لذلك..

ولكن عجب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لم يتوقف عند هذا الحد، فمعاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما لم يكن حالة فردية شاذة في الجيش المسلم، إنما كان له قرين مسلم صالح في مثل سنه أو أصغر، ينافسه في نفس القضية..

يقول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:

وغمزني الآخر (معوذ بن عفراء رضي الله عنهما)، فقال لي مثله ، ثم قال:

فلما أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه
ورأى البطلان الصغيران الرجل الذي أخبرا أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغلي الدم في عروقهما، وتأكدت عزيمتها على إنفاذ المهمة الجليلة التي طالما راودت أحلامهما وأفكارهما..

وأترك الكلام لمعاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما يصور الموقف الرائع، وذلك كما جاء في رواية ابن إسحاق، وفي طبقات ابن سعد رحمها الله..

يقول معاذ:
سمعت القوم ـ وأبو جهل في مثل الحرجة (أي الشجر الملتف) ـ وهم يقولون: أبو الحكم لا يُخلص إليه..

لقد جاء أبو جهل الزعيم القرشي الكبير في مثل غابة من الرجال الأقوياء الأشداء يحمونه ويدافعون عنه.. إنه رأس الكفر، وقائد الجيش، ولا شك أن أقوى كتائب مكة ستقوم بحمايته، وهم يتنادون فيما بينهم: احذروا من قتل الزعيم الكبير، يقولون: أبو الحكم (أبو جهل) لا يخلص إليه، أي لا يصل إليه أحد من المسلمين..

ومع هذه الحماية المكثفة، والإحاطة المركزة، فإن كل ذلك لم يمنع معاذاً رضي الله عنه من أن يعزم على استكمال مهمته، وعلى تحقيق حلم حياته..

يقول معاذ:
فلما سمعتها ـ أي كلمة أبو الحكم لا يخلص إليه ـ جعلته من شأني، فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه، أي أطارت نصف ساقه تماماً..!

سبحان الله..!

ضربة واحدة بالسيف من ساعد هذا الفتى الصغير تبتر ساقاً لرجل في لحظة واحدة..!

إسألوا الأطباء الذي يقومون بعمليات البتر عن صعوبة ذلك..!

واسألوا الفرسان الذين خاضوا المعارك الهائلة عن تعذر ذلك..!

عن أي شئ نتحدث يا شباب أمة الإسلام؟!

هل نتحدث عن الفروسية في أعلى درجاتها.. أم عن الشجاعة في أبهى صورها.. أم عن المهارة القتالية في أعظم فنونها.. أم عن قوة الساعد.. أم عن عمق النظرة.. أم عن صدق الجهاد، وإخلاص النية، وقوة الإرادة.. أم قبل ذلك وفوق ذلك نتحدث عن توفيق رب العالمين للمجاهدين في سبيله..

هذا يا شباب الأمة شاب في الرابعة عشر من عمره..!

قطع ساق أبي جهل، وهو في وسط الحماية الكافرة المكثفة بضربة واحدة..!

لقد حقق حلمه، وشفى صدره، وثأر لحبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن هل كل ذلك بلا ثمن؟! مستحيل.! لابد من دماء.. فشجرة العزة لا تنمو إلا بدماء المجاهدين والشهداء..

يقول معاذ رضي الله عنه:
وضربني ابنه عكرمة بن أبي جهل ـ وكان ما زال مشركاً في موقعة بدر ـ على عاتقي، فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي..

لقد فصلت يد الغلام الصغير عن جسده، ولم تعد معلقة إلا بجلدة..!

لقد فقد ذراعه في سبيل الله..

ولكن أتراه قد أُحبط؟! أتراه قد ندم؟! أتراه قد شعر أنه تهور؟! أتراه تمنى أن لو عاش سالماً في المدينة بعيداً عن الجروح والآلام والإعاقة؟!

أبداً يا شباب الإسلام..

إن كل ذلك لم يراوده مطلقاً..

إنما كان الذي يشغله في هذه اللحظات هو أن يستكمل مسيرة الجهاد في سبيل الله.. فما زال هناك أعداء يحاربون، ولابد أن يدافع المخلصون، ولو كانوا بيد واحدة..!

يقول معاذ رضي الله عنه:
فلقد قاتلت عامة يومي، وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي، ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها..

لقد فصل يده تماماً عن جسده ليكمل القتال بحرية..!

سبحانك يا ربي..!

وأين صاحبه الذي كان يتنافس معه على قتل الطاغية الأكبر؟

أين معوذ بن عفراء رضي الله عنهما؟

استمعوا إلى معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما يحكي عن صاحبه:
ثم مر بأبي جهل وهو عقير معوذ بن عفراء رضي الله عنهما ، فضربه حتى أثبته، فتركه وبه رمق
أي أن معوذ بن عفراء رضي الله عنهما أيضاً حقق أمنيته، ووصل بسيفه إلى أبي جهل وهو في وسط كتيبته وحراسه، واستطاع أن يضربه ضربة أوقعته قعيداً مشلولاً على الأرض، ولكنه ما زال به رمق، وكما نعلم سيأتي بعد ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ليكمل قتل أبي جهل..
وهكذا تعادل البطلان الصغيران في المباراة التي تنافسا فيها..!

انظروا إلى التنافس على أي شيء يكون..!

وذهب كلاهما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كل واحد منهما: أنا قتلت أبا جهل يا رسول الله..

فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في البخاري ومسلم:
هل مسحتما سيفيكما؟ قالا : لا، فنظر في السيفين وقال: كلاكما قتله!
لقد أقر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتعادل بين المجاهدين الصغيرين..

وسبحان الله..!

هل انتهت قصة الغلامين الحدثين؟!

لا يا شباب الأمة..!

ما زال في القصة فصل أخير..

لقد رأينا أن معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنهما قد فقد يده ثمناً لجهاده وصدق عزيمته..

فماذا دفع معاذ بن عفراء رضي الله عنهما؟

لقد دفع روحه بكاملها..!

لقد استكمل الشاب الصغير جداً ـ الذي يبلغ الثالثة عشرة من عمره ـ مسيرة الجهاد بعد أن ساهم مساهمة جادة في قتل أبي جهل، فلم يكتف بهذا العمل المجيد، وهذا الأثر الخالد، بل قاتل هنا وهناك، حتى لقي الشهادة في سبيل الله، وهو في هذه السن المبكرة..!

هذا هو المجد يا شباب الأمة..

هذا هو التنافس الحقيقي..

[وفي ذلك فليتنافس المتنافسون]..

يحزن المرء كثيراً عندما يشاهد كثيراً من الشباب لا يتنافسون إلا في مجالات التشجيع لفريق كروي، والتعصب لأحد الأندية..! وبالرغم أنه لا عيب في ذلك ولكن ليت التنافس يكون شريفاً، بل يصل كثيراً إلى التصارع والتشاحن والبغضاء والتراشق بالألفاظ ثم بالحجارة..! وليت الشباب يتنافسون عن طريق ممارسة الرياضة، بل يتنافسون فقط في مشاهدة الرياضة، وليتهم يتنافسون في أوقات فراغهم، بل تضيع منهم أولوياتهم الواحدة تلو الأخرى..!

لينظر شباب الأمة إلى هذين المثالين الرائعين لشابين في الرابعة عشر والثالثة عشر من عمرهما، ليعلما أن طاقات الشباب أوسع بكثير من تخيلاتهم، وأن أحلام وأهداف الشباب يجب أن تكون على مثل هذا المستوى الراقي في التفكير..

القطب الشمـــــــــــــــــــــالي..




27
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد خليفه
عضو جديد
عضو جديد
محمد خليفه


ذكر
عدد الرسائل : 12
العمر : 40
العمل/الترفيه : مهندس حاسوب
المزاج : ممتاز
تاريخ التسجيل : 22/11/2008

مشاكلنا..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشاكلنا..!   مشاكلنا..! Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 01, 2008 12:22 pm

جزيت عنا خير الجزاء اخي القطب الشمالي فنحن الشباب العربي المسلم او بالاحري شباب الاسلام نعيش في
مشكلة حقيقية وهي عدم الاهتمام بما يدور حولنا من استهداف واضح وصريح من قبل قوي الشر الغربية واسرائيل سواء
اكان هذا الاستهداف في ديننا او دنيانا او اخلاقنا او اعرافنا او تقاليدنا باشكالة المختلفة فكرية كانت او ثقافية او تتطبعية
او.....او......فالهدف الاساسي لهؤلاء العلوج مسح الهوية الاسلامية من الوجود؟؟؟؟؟؟ ومسح تقاليدهم وديانتهم واعرافهم السمحة
أيضاً فلم يجدوا مسلكا غير المدخل من الاساس واقصد من كلمة الاساس هنا الشباب - السباب المسلم- فقد حاولوا غزو افكارنا من قديم الزمان وهذه هي نتائج خططهم الاستراتيجية التي بدات منذ حوالي القرن الثامن الميلادي ؟؟فقد جعلونا لا نفكر الا فيما زكرت انت واختنا بنات ومن وجهة نظري ان الحل هو الرجوع الي الله...! الحل هو الرجوع الي الله .....!ولاحول ولا قوة الا بالله..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مشاكلنا..!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خليج الملاك :: المنتديات العامة :: الحوار الساخن والمناقشات الجادة-
انتقل الى: